فيديو - من مصاب بمرض يمنعه من النمو إلي معجزة القرن الحادي والعشرين .. إنه الساحر ميسي!

إذا كان القرن الماضي قد شهد أسطورتين في كرة القدم، أخرجتهما لنا القارة اللاتينية، فإن جماهير الكرة حول العالم محظوظة بتواجدها في هذا الزمن لمتابعة أسطورة لم ولن تقل عن البرازيلي بيليه .. والأرجنيني دييجو أرماندو ماردونا .. إنه المبدع الساحر .. والأفضل في هذا القرن، إنه الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ظن البعض أنه تألقه مؤقت، وأن الحظ يخدمه دائماً، وأن مهاراته لا تعدو سوي كثير من الحظ وقليل من مساعدة زملائه، إلا أنه أبي بلمساته الساحرة، وأهدافة الجميلة، وأخلاقياته المتميزة مع زملائه إلا أن يرد علي هذه الاتهامات.

ميسي الذي بدأ ممارسة كرة القدم وعمره لم يتعد الخامسة بعد، قبل أن ينتقل لنادي أولد بويز الأرجنتيني، ومنه إلي نادي البارسا وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة ربيعا.

وإذا كان النادي الكاتالوني مدين بالفضل للاعبه وهدافه ميسي في البطولات الست التي حققها الفريق الموسم المنصرم، إلا أن ميسي يدين للبارسا بالكثير، خاصة وأنه كان مهدداً بعدم لعب كرة القدم بعد اكتشاف إصابته بنقص في هرمونات العظام يمنعه من النمو، إلا أن مسئولي الفريق الكتالوني قاموا بإجراء الجراحات اللازمة لعلاج اللاعب بالرغم من تكاليفها الباهظة.

وتمكن ميسي في إحراز خماسية لفريقه في أول مباراة خاضها بقميص الفريق، لتوافق إدارة النادي علي تحمل نفقات علاج اللاعب صاحب الـ140 سم حينذاك، ليجري ميسي الجراحة التي عالجت عجزه وساعدت جسده في النمو إلي أن أصبح طوله 170 سم.

ورد ميسي الجميل سريعاً لفريقه الذي آمن بقدراته المتطورة ومهاراته الإبداعية، فأحرز مع الفريق الثاني للبارسا 37 هدفاً في عدة مباريات، قبل أن يتقدم الاتحاد الإسباني لكرة القدم بطلب رسمي يطلب تجنيس اللاعب والاستفادة من مهاراته، وهو ما رفضه اللاعب.

وكان ميسي ثالث أصغر لاعب ينضم للفريق الأول للبارسا عندما دفع به مدرب الفريق في إحدي مباريات موسم 2004-2005 أمام فريق الباسيتي، ليحرز اللاعب صاحب الـ17 عاماً هدفاً تاريخياً من تمريرة ولا أروع لزميله آنذاك رونالدينهو ، ليصبح أصغر لاعب يسجل في تاريخ النادي الكتالوني العريق.

أصبح ميسي ملقباً بخليفة مواطنه مارادونا، خاصةً بعدما تمكن من إحراز هدف تاريخي في مرمي خيتافي موسم 2006-2007، وهو هدف مشابه للهدف الذي أحرزه مارادونا في مرمي المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 86، فيما سجل في ذات المباراة هدفاً بيده مشابه أيضاً لهدف مارادونا في مرمي إنجلترا بالبطولة ذاتها.

وفي ذات الموسم أصبح ميسي معشوق الجماهير الكتالونية بعدما أنقذ فريقه من الخسارة أمام منافسه التقليدي ريال مدريد في الكلاسيكو الإسباني بعدما أحرز ثلاثية لفريقه لتنتهي المباراة بالتعادل الإيجابي بثلاثة أهداف لكل منهما، لتبدأ مرحلة جديدة في حياة ميسي.

وفي موسم 2007 – 2008 أبعدته الإصابات عن الملاعب لفترة كبيرة، إلا أن مباراة فريقه أمام فالنسيا في نصف نهائي كاس الملك كانت تحمل الرقم 100 في تاريخ مشاركاته مع البارسا، ليحطم رقماً جديداً كأصغر لاعب يشارك مع الفريق في مائة مباراة.

وفي الموسم الماضي، أحرز ميسي سداسية تاريخية بكل المقاييس، بعدما استطاع المساهمة في فوز فريقه ببطولات الدوري المحلي وكأس الملك، والسوبر الإسباني، ودوري أبطال أوروبا، وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.

ميسي أحرز العديد من الأهداف خلال مسيرته الماضية، بدأ بهدف وحيد في موسم 2004 – 2005، وثمانية أهداف في الموسم التالي، و17 هدف في الموسم الذي يليه، و 16 هدفاً موسم 2007- 2008 و في الموسم الماضي أحرز ميسي 36 هدفاً مع فريقه بواقع 23 هدفاً في الدوري، و6 أهداف في الكأس، وتسع في البطولات الأوروبية، وهدفين في كاس العالم للأندية.

وفي الموسم الحالي يتصدر ميسي جدول ترتيب هدافي الليجا برصيد 26 هدفا، وبات قريبا من تصدر قائمة هدافي بطولة دوري أبطال أوروبا حيث سجل حتى الآن ثمانية أهداف، بفارق هدف عن البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد والذي ودع البطولة أمام ليون في دور الـ 16.

ومع مزيد من التألق فإن اللاعب سيكون مدعوا للمساهمة في تتويج منتخب بلاده بكأس العالم والمقرر إقامتها يونيو المقبل بجنوب أفريقيا، وهو إن ساهم في ذلك فسيدخل بالفعل لقائمة العظماء في العالم ليكون على قدم المساواة مع بيليه ومارودنا وإن لم يتفوق عليهما.